شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
87440 مشاهدة
حديث قول النبي لحصين كم إلها تعبد

وقوله:
( وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين كم إلها تعبد؟ قال: سبعة؛ ستةً في الأرض، وواحدا في السماء, قال: من لرغبتك ولرهبتك؟ قال: الذي في السماء , قال: فاترك الستة واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين, فأسلم، وعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي . )


شرح :
هذا حديث مروي في سنن الترمذي في قصة حصين والد عمران بن حصين الأسدي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يسلم، ولكنه لم يسأله عن الرغبة في الإسلام، فسأله كم إلهًا تعبد؟ قال: سبعة - ثم فصَّل - فقال: ستةً في الأرض، وواحدًا في السماء ، فقال: من لرغبتك ولرهبتك؟ قال: الذي في السماء ، فدعاه إلى الإسلام، وقال له: إذا أسلمت فإني سوف أعلمك كلمتين نافعتين ، فأسلم ، وعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي وهذه دعوة عظيمة.
قوله: من لرغبتك ولرهبتك يعني: من تعده إذا كانت رغبتك ملحة وشديدة، ورهبتك: يعني خوفك ؛ فالرهبة: الخوف، والرغبة: الرجاء، يعني: من الذي ترجوه عندما تحل بك الأزمات أن يفرج عنك ، ومن الذي تخافه عندما تفعل المعاصي والمحرمات أن يبطش بك ، من الذي تعد للرغبة والرهبة ؟ فقال : الذي في السماء ، أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك ، ولو كان هذا غير جائز لأنكر عليه ، ولقال له: هذا تجسيم، أو تشبيه أو إثبات جهة، أو نحو ذلك.
فإن المبتدعة يسمون أهل السنة بألقاب ابتدعوها يسمونهم: نوابت، ويسمونهم غثاءً، ومجسِّمة، وحشوية، ومشبهة، وممثلة وما أشبه ذلك ، وهم أولى بتلك الأسماء التي ابتدعوها ونبزوا بها أهل السنة، وعلى كل حال فإن هذا دليل واضح على إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن يعتقد أن الله في السماء.
وقوله:
( وفيما نقل من علامات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الكتب المتقدمة: أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء. )

شرح:
هذا الأثر في صفة هذه الأمة من الآثار التي تنقل عن الكتب المتقدمة وهي من الأخبار التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل ... الآية ولكنه مطابق للواقع، مطابق لوصف هذه الأمة بأنهم يسجدون في الأرض وإلههم في السماء، ومعلوم أنهم على الأرض وأنهم يسجدون عليها، وأنهم يضعون جباههم عليها تواضعًا لربهم، وأنهم يعتقدون أن ربهم فوقهم.